كمبوش الملحدكمبوش الملحد

من هو الملحد؟
الملحد هو من لا دين له، ولا يؤمن بأن هناك خالق للكون والبشر، ويعتقد بأن الحياه عبارة عن صدفه. هذا مجرد تعريف بسيط للملحد ولكن بإختصار هو يعتقد عكس ما نعتقدة.

على كثر طلعاتي مع كمبوش إلا اني عمري ما شفته يصلي أو حتى يذكر الله، بصراحه ما كنت اركّز كثير على هالشي لأن كثير من ربعي ما يصلوا وسؤالي لهم عن السبب يحرجهم، فصرت اتحاشا اسأل، لكن بما ان كمبوش صديقي وقريب مني كثير .. قررت ف يوم اسأله:

أنا: كمبوش على كثر طلعتنا مع بعض الا اني ما شفتك ف يوم تصلي!
كمبوش: ههههههههه والله ضحكتني عماد.
أنا: كمبوش اتكلم جد انت ليش ما تصلي؟
كمبوش: عماد انا ما أؤمن بالله فكيف تريدني اصلي!؟
أنا: أستغفر الله أستغفر الله… ايش هذا الكلام كمبوش!
كمبوش: انت مقتنع باللي جالس تسويه.
أنا: ايش تقصد!؟
كمبوش: إنت تؤمن ان في خالق لهذا الكون وانك تصلي له!
أنا: طبعاً هذا ما فيه شك.
كمبوش: تعرف انت ليش تؤمن؟
أنا: ليش؟
كمبوش: لأن هذا انزرع فيك من صغرك من اهلك في البيت إلى المدرسة ومادة التربية الإسلامية، صار عندك نوع من القناعة إللي تخليك ما تشوف الأشياء الثانيه.
أنا: ترى هذا هو الصح.
كمبوش: وليش هذا هو الصح؟
أنا: لأنك لو تدبرت معاني القرآن وعرفت اللي مكتوب فيه بتشوف ان ديننا هو الصح.
كمبوش: إذا كان ديننا هو الصح ليش المسلمين هم النسبه الأقل في العالم وفي ديانات غير الاسلام .. المسيحية واليهودية؟
أنا: هذه النسبه ما اعرف عنها، لكن اللي اعرفه ان في ناس من ديانات غير دخلوا الاسلام، معنى هذا ان الاسلام صح.
كمبوش: طيب خلني اسألك كم سؤال وما اريدك تجاوبني الحين بس اريدك تفكر فيهم.
أنا: تفضل.
كمبوش: من خلق الله؟
أنا: الله ما مخلوق.
كمبوش: كيف ما مخلوق؟
أنا: كيف اللي خلق الخلق يكون مخلوق؟؟ ما يصير.. لأن ما كل شي نصنعه يكون بنفس صفاتنا!
كمبوش: انت فكر في الاجابه ورد علي بشئ مقنع.
أنا: تمام.. في سؤال ثاني؟
كمبوش: ايوه.. الرسول تزوج عائشه وهي في سن 9 سنوات.
أنا: هذه القصه انا ما اعرف عنها شي.
كمبوش: هذه المشكله عماد.. انك ما قرأت شي عن دينك.
أنا: كمبوش انا اعترف اني ما قرأت لكن اذا قررت أقرأ لازم اختار ايش اقرأ.
كمبوش: المهم انا بخليك الحين .. ونلتقي في وقت ثاني.
أنا: تمام.. عسى الله يهديك.
كمبوش: ههههههههه ما اعتقد بيهديني. لأنه ما يعرفني.
أنا: أستغر الله.

راح كمبوش في حال سبيله، وخلاني في وضع اول مره اكون فيه، انا ما بينت لكمبوش اني متأثر بكلامه علشان ما يقول عني ضعيف الايمان، لكن بصراحه خلاني افكر واحاول ادور على اجابة، كمبوش ما قال عن نفسه ملحد ولا انا جا في بالي انه ملحد، لحد ما دخلت الانترنت ادور على اجابات لأسئلته، وحصلت ان اسئلته يسألوها الملحدين، في هذا الوقت بس أدركت ان كمبوش ملحد.

الإنترنت فيه الشين والزين، والذكي اللي يعرف يميز بين الاثنين، المهم انا تصفحت الانترنت وحصلت اجوبه لأسئلته، لأني اكتشفت ان اسئلته انسألت قبل كثير وجاوب عليها كثار، وإلتقينا بعدها ودار النقاش حول نفس الموضوع.

كمبوش: هاه حصلت الاجوبه؟
أنا: هيه حصلتهم.. ابتديبك بمن خلق الله.
كمبوش: بشّرني عسى عرفته.
أنا: لو بدأت تقول من خلق الله وإعتبرت الله (أ) فمن خلق (أ) ؟ خلقة (ب)..  ومن خلق (ب) ؟  خلقة (ج)…الخ. يعني بتبدي شي ما ينتهي.
كمبوش: اها.. وبعدين؟
أنا: لأنك انته بشر ومحدود بحواس خمس وكل شي حولك تقدر تدركه بسهوله مثل لما تشوف سيارتك الصباح انتقلت من موقف إلى موقف ثاني شئ طبيعي بتسأل من اللي نقلها لأن السياره جماد وما بتنتقل وحدها، لكن ما بتسأل من اللي نقلني انا من صالة بيتكم مثلاً إلى المجلس لأن انا عندي عقل و أرجل واقدر اتحرك بنفسي.
كمبوش: ما فهمت!
أنا: لانك تعرف ان السياره مستحيل تتحرك وحدها فبتسأل من نقلها، ولأنك تعرف اني انا اقدر انتقل بنفسي فما سألت من نقلني.
كمبوش: والخلاصة؟
أنا: الخلاصه ان سؤالك عن من خلق الله غلط اصلاً لان هذا اكبر مني ومنك، هذا شي ما موجود في الدنيا علشان تتخيله ولو كان موجود ما كان الله موجود.
كمبوش: همممممم وجهة نظر احترمها.
أنا: وجود الله شئ مفروغ منه، لا تقولي ان هذا الكون مافي احد يديره هذا الشي مستحيل، بعيد عن الديانات والإسلام انا اقولك هذا الكون لاااااازم في احد يسيّره، وانا اقول هذا لأني بشر وتحكمني حواس خمس اذا كانت السياره مستحيل تمشي بدون ما احد يمشيها حتى لو بجهاز لاسلكي فمستحيل كون بأسره يمشي بدون مسيّر له.
كمبوش: طيب خلنا من هالموضوع، وجاوبني عن سؤال زواج الرسول.
أنا: الرسول (صلى الله عليه وسلم) تزوج عائشة رضي الله عنها وهي عمرها 14 سنه ودخل عليها وهي عمرها 18 سنه.
كمبوش: وكيف عرفت؟
أنا: في واحد عامل حسابات بالسنوات الميلاديه حسب ما مذكور في كتب التاريخ انصحك تقرأه هنا
كمبوش: لو اني ما اصدق كل اللي يقال بس خلني اعطيك كم سؤال غير.
أنا: تفضل.
كمبوش: الله كان ناوي يخلي البشر يعبدوه بـ خمسين صلاة في اليوم، بعدين الرسول سوا واسطه وخلاهن خمس.
أنا: بدون تعليق على طريقة الطرح بس كمّل.
كمبوش: تصوّر انك تصلى 50 صلاة في اليوم.. كيف كنت بتعيش حياتك؟ متى بتاكل متى بتشرب متى بتشتغل ومتى بتنام؟
أنا: سمعت عن هذا الشئ، بس هذا ما معناه ان لو كانت خمسين صلاة كانت بتكون بنفس الصلوات الخمس اللي الحين نصليها، يمكن تكون مجموعة بركعات معدوده او بأسلوب آخر أسهل.
كمبوش: وايش هذا الاسلوب السهل.
أنا: الله يعلم.
كمبوش: عماد بسألك اذا كان الله فوق وقادر على كل شي مثل ما يقول.. ليش فيه فقراء وفيه مرضى وبأس وجوع؟
أنا: كمبوش لو ما موجود الشر ما كنت عرفت الخير ولو وماشي فقر ما كنت عرفت الغنى، واللي لازم تعرفه ان لو كان كل الناس نفس الشي ما كان في جنه ونار وجزاء وعقاب.
كمبوش: يعني بعيش حياتي البائس الفقير علشان ادخل الجنه!
أنا: ومن قال لازم تعيش عيشة البائس الفقير! ياخي في مطاوعه عايشين احسن عيشه وفي سكّارين خمّارين عايشين فقرا. الفقر والغنى ماله علاقه بالإسلام.
كمبوش: وليش؟ ليش ما الله يعطيكم فلوس انتو المسلمين وتعيشوا حياه سعيده في الدنيا وبكذا الكل بيدخل الإسلام.
أنا: كمبوش اسلوبك فيه نوع من الإستهزاء… لكن بعدني اجاوبك… ياخي الاسلام غير والدنيا غير.. احنا نعيش حياتنا عادي بحدود رسمها لنا الإسلام، الإسلام ما قال لا تتاجر او قال عيش فقير.. الإسلام يقول عيش حياتك بالإسلام يعني اعرف حدودك.
كمبوش: انا ما بقدر ازيد معك بالكلام لأنك ما راضي تفتح عقلك، انت عقلك مقفول بقفل اسمه الاسلام وما يخليك تفتحه علشان تستخدمه صح.
أنا: بعيد عن الإسلام والدين انا ما اقتنع ان مافي أحد يدير هذا الكون كله.
كمبوش: على طاري الكون … انته شفت الكون عباره عن ايش؟
أنا: وصلني ايميل فيه صور عن المجموعة الشمسية والمجموعات الثانية.
كمبوش: شفت كيف الأرض صغيرة؟
أنا: ايوه .. كثييييييييييير صغيرة مقارنه بالكواكب الثانية.
كمبوش: انت الحين أقنعني ان ربّك خلق كل هذا الكون وخلاه فاضي وجاي على الأرض الصغيرة يتحكم في البشر ويقوللهم اعبدوني. يعني الكون كله مافي غيرنا!.. كيف يصير كذا.
أنا: يمكن في غيرنا وإحنا ما ندري.
كمبوش: إذا في غيرنا وان الله عالم بكل شئ.. ليش ما مذكور شي في القرآن.
أنا: همممممممممم، أنا اذا جاوبتك فجوابي بيكون في حدود عقلي وما بقدر اتعمق في الاجابة.
كمبوش: طيب جاوب.
أنا: ما أعتقد ان في احد غيرنا عايش في الكون، وباقي الكون انخلق علشان نشوف عظمة الخالق، وفي اسباب ثانية قد نكون ما نعرفها ويمكن ما بنقدر نعرفها إلى 100 سنه قدّام.. مثل تكوني الإنسان من الداخل … مافي قطعة في الإنسان ما لها لزوم.. كل شي له عمل معيّن .. لكن الأطباء في البداية ما اكتشفوا عمل كل جزء الا بعد ابحاث معمّقه، الإنسان جزء بسيط وممكن من عملية تشريح وحده يعرف الدكتور الجديد في مهنته تفاصيل الجسم من الداخل، بس الكون شئ كبير وصعب نوصل لكل شئ فيه إلا بعد مصاريف خيالية وأبحاث تكلّف الملايين.
كمبوش: الخلاصة؟
أنا: محد عايش غيرنا في الدنيا بس لكل شئ مخلوق سبب لخلقة.
كمبوش: وجهة نظر.
أنا: كمبوش ما أريد اطوّل معاك بالكلام لأني أعرف انك ما بتقتنع بكلامي، ويمكن يصير زعل بيننا، بس علشان كذا خلينا أصدقاء وبدون ما نطري هالسوالف.
كمبوش: ولا أنا اريد اخوض في هالسوالف لأني مقتنع باللي أسويه.

ظل كمبوش صديقي ونطلع مع بعض لفترة طويلة، لكن محّد تأثر بالثاني، كل واحد حافظ على معتقداته وأفكارة، بين فترة وفترة نتناقش عن هذا الموضوع، وطبعاً ما نوصل لنهاية للموضوع لأن كل واحد متمسّك برأية.

في بداية معرفتي بإلحاد كمبوش حسيت ان السالفة هي مجرّد تحرر من القيود، يعني كأنه عذر علشان ما يصلي أو يصوم أو يكون عنده حواجز يفرضها عليه الدين، لكن مع الأيام أكتشفت ان كمبوش انزرع فيه هالشي خلاص لأنه يقرأ بشكل كبير عن الإلحاد وإثبات نظرية ان الديانات مجرد قانون يرتّب حياة الناس وانه شئ خطأ، حتى أذكر في يوم اعطيته كتاب عن الإعجاز في الكون وخلال يوم او يومين قرأ منه 200 صفحه، وبعدها رسل لي رساله على تلفوني يقول ان كله كلام فاضي!

طبعاً مثل ما شفتوا كمبوش في هذه القصه .. راسه يابس ومستحيل يسمعني، هذا شئ عادي، لأن شخص مثلي ما قرأ عن دينه كثير ولا عنده إلمام بالتاريخ كيف يرد على واحد قرأ كثير عن هذه الأشياء! فإللي المفروض يرد على كمبوش واحد في نفس مستواه، واحد فاهم وعنده جواب لكل سؤال.

جميع الحقوق محفوظة لدى eOman.me

52 thoughts on “كمبوش الملحد”

  1. يقول awrad:

    كمبوش ناقصنه خيزران

  2. يقول زهورالأمل:

    لو كمبوش يتابع القنوات الدينية لوحصل رد على كل تسأولاته
    مثلا د.زاكير (هندي)
    ماأذكر أي قناة تحط محاظراته بالغة الإنجليزية
    كثيررررررررر دخلوا الإسلام أجانب بسببه
    لإنه ما شاءالله يرد على أسألتهم مع الأدلة وحافظ الصفحات بكتبهم وحافظ المصحف والأحاديث ويرد عليك برد فعلاً مقنع.
    كمبوش لازم يجلس مع أحد عند دكتوره.

  3. يقول زهورالأمل:

    الأخ عماد ياريت لو يكون في إمكانية إن ممكن نعدل ماطبعناه أقصد(التعليق)، مرات يكون في أخطاء إملائيه نريد أن نصححها( :

    1. يقول admin:

      الأخت اورارد أشكرك على الرد

      أشكرك أختي زهود الامل على الرد ومتابعتك للمواضيع… كمبوش يرى ان هذه البرامج مجرد دعايا للإسلام ولا يرى فيها أية فائدة، ولكن مثل ما تفضلتي يجب ان يتناقش مع شخص فاهم في علوم الدين وله خبرة مع الملحدين.

      تحياتي للجميع

  4. يقول admin:

    الأخت زهور الامل

    يمكنني عمل عضوية خاصة بك لتتمكني من إضافة وتعديل تعليقاتك.

  5. يقول زهورالأمل:

    القناة Peace

    الله يعينك على كمبوش ،أنا ماعندي قدرة تحمل مرة أستسلم إذا الشخص إلا معاي كان عنيد وراسه يابس بحاول أقنعه وأساعده وإذا ما توصلنا لشيء أتركه.

    1. يقول admin:

      الله يعين الجميع اختي زهور الأمل

  6. يقول أم حمير:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ‏(قل هو الله أحد *الله الصمد*لم يلد ولم يولد*ولم يكن له كفوا أحد*)
    صدق الله العضيم

  7. يقول صديقك المجنون:

    خخخخخخ

    بصراحه هذا الكمبوش ماطلع سهل…. انا بحاول اجيب له عالم دين يمكن يقدر يغير الي في راسه

    بس عماد بغيت اقول شي وانا سمعته

    انه الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج السيدة عائشة وهي عمرها 6 سنوات يعني اول ابتدائي ودخل عليها وهي عمرها 9 سنوات يعني رابع ابتدائي

    والرسول كان عمره خمسين سنة!!!

  8. يقول زهورالأمل:

    الأخ:صديقك المجنون
    من أسبوع شفت في قناة الجزيرة بالأخبار أب سعودي زوج بنته 12 سنة لرجل 80 سنة وحاكموه….ورجال الفقه والدين كانوا معارضين على الزوج…المهم
    كان يقولوا ما في شيء يدل أن الرسول تزوج السيدة عائشة وهي 6 سنوات ودخل عليها وهي 9 سنوات …هذه الأحاديث ضعيفة ومش صحيحة هو دخل عليها وهي 19 سنة
    هذا ما سمعته الإسبوع الماضي.
    وشكراً

  9. يقول صديقك المجنون:

    أختي زهور

    الرسول عليه الصلاة والسلام توفى والسيدة عائشة عمرها 18 سنة وانتي تقولي دخل عليها وهي 19 سنة

    أتمنى منكم القراءة لمزيد من الفائدة

  10. يقول AMEERA:

    قال الله تعالى: ” فلو لا نَفَرَ من كل فرقة منهم طائفة ٌ ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون ” ( سورة التوبة \122)

    الملحد شخص يقتنع بالعقل و العلم … و للاسف قليل من دعاة المسلمين من يستطيعون
    المحاججة بمنطق سهل و بدون تعصيب…

    عدم الوعي عن جوهر الدين الإسلامي عندما نربي أطفالنا ، فاغلب عائلاتنا تسقينا فروض الاسلام كدواء مرّ متجاهلة ان الدين احساس و معرفه و وعي بعظمة هذا الدين (الإسلام).

    ” الملاحدة ” خصصوا الكثير من المواقع و غيرها من وسائل الاتصال لشدّ المتدينين من مسلمين و غيرهم واقناعهم و للاسف هناك اعداد و حوادث ارتداد عن الدين كثيره كلها ناتجة عن عدم وعي دعاة المسلمين و مسلمين .

    و أقدم لك ( عماد ) كل تقدير و الأحترام على كتاباتك الرائعه و الهادفه .

    تحياتي لك والى أمام

  11. يقول AMEERA:

    موضوعك ذكرني بموضوع مرتبط بنفس السياق لطالب ذكي جدا عرف كيف يرد على بروفسيور في جامعه عن الاسلام و الالحاد (بروفيسور علم الفلسفة (الملحد) في جامعة أوكسفورد وقف أمام فصله و طلب من أحد طلبته المستجدين أن يقف.

    البروفيسور : “أنت مسلم، أليس كذلك، يا بني؟”.
    الطالب المسلم : “نعم، يا سيدي”.
    البروفيسور: “لذا أنت تؤمن بالله؟”.
    الطالب المسلم : “تماماً”.
    البروفيسور : “هل الله خيّر؟”. (من الخير و هو عكس الشر)
    الطالب المسلم : “بالتأكيد! الله خيّر “.
    البروفيسور: “هل الله واسع القدرة ؟ هل يمكن لله أن يعمل أي شيء ؟”.
    الطالب المسلم : “نعم”.
    البروفيسور: “هل أنت خيّر (رجل خير) أم شرير؟”.
    الطالب المسلم : “القرآن يقول بأنني شرير”.
    يبتسم البروفيسور ابتسامة ذات مغزى.
    البروفيسور: “أهـ! الـقــرآن”.
    أخذ يفكر للحظات.
    البروفيسور: “هذا سؤال لك. دعنا نقول أنّ هناك شخص مريض هنا و يمكنك أن تعالجه.
    و أنت في استطاعتك أن تفعل ذلك. هل تساعده؟ هل تحاول؟”.
    الطالب المسلم : “نعم سيدي، سوف أفعل”.
    البروفيسور : “إذا أنت خيّر..!”.
    الطالب المسلم : “لا يمكنني قول ذلك”.
    البروفيسور : “لماذا لا يمكنك أن تقول ذلك؟ أنت سوف تساعد شخص مريض و معاق عندما تستطيع… في الحقيقة معظمنا سيفعل إذا استطعنا… لكن الله لا يفعل ذلك”.
    الطالب المسلم : (لا إجابة).
    البروفيسور : “كيف يمكن لهذا الإله أن يكون خيّر؟ هممم..؟ هل يمكن أن تجيب على ذلك ؟”.
    الطالب المسلم : (لا إجابة).
    الرجل العجوز بدأ يتعاطف.
    البروفيسور : “لا, لا تستطيع, أليس كذلك؟”.
    يأخذ رشفه ماء من كوب على مكتبه لإعطاء الطالب وقتاً للاسترخاء.
    في علم الفلسفة, يجب عليك أن تتأنى مع المستجدين.
    البروفيسور : “دعنا نبدأ من جديد, أيها الشاب”.
    البروفيسور : “هل الله خيّر؟”.
    الطالب المسلم : “يتمتم… نعم”.
    البروفيسور : “هل الشيّطان خيّر؟”.
    الطالب المسلم : “لا “.
    البروفيسور : “من أين أتى الشيّطان؟” الطالب يتلعثم.
    الطالب المسلم : “من… الله..”.
    البروفيسور: “هذا صحيح. الله خلق الشيّطان, أليس كذلك؟”.
    يمرر الرجل العجوز أصابعه النحيلة خلال شعره الخفيف ويستدير لجمهور الطلبة متكلفي الابتسامة.
    البروفيسور : “أعتقد أننا سنحصل على الكثير من المتعة في هذا الفصل الدراسي:
    سيداتي و سادتي”.
    ثم يلتفت للطالب المسلم.
    البروفيسور : “أخبرني يا بني, هل هناك شّر في هذا العالم؟”.
    الطالب المسلم : “نعم, سيدي”.
    البروفيسور “الشّر في كل مكان, أليس كذلك؟ هل خلق الله كل شيء ؟”.
    الطالب المسلم : “نعم “.
    البروفيسور: “من خلق الشّر؟”.
    الطالب المسلم : (لا إجابة).
    البروفيسور: “هل هناك أمراض في هذا العالم؟ فسق و فجور؟ بغضاء؟ قبح؟ كل الأشياء
    الفظيعة – هل تتواجد في هذا العالم؟”.
    يتلوى الطالب المسلم على أقدامه : “نعم”.
    البروفيسور: “من خلق هذه الأشياء الفظيعة؟”.
    الطالب المسلم : (لا إجابة).
    يصيح الأستاذ فجأةً في طالبه.
    البروفيسور: “من الذي خلقها ؟ أخبرني”.
    بدأ يتغير وجه التلميذ المسلم.
    البروفيسور بصوت منخفض: “الله خلق كل الشرور, أليس كذلك يا بني؟”.
    الطالب المسلم : (لا إجابة).
    الطالب يحاول أن يتمسك بالنظرة الثابتة و الخبيرة و لكنه يفشل.
    فجأة المحاضر يبتعد متهاديا إلى واجهة الفصل كالفهد المسن. سُحِـر الفصل.
    البروفيسور : “أخبرني” استأنف البروفيسور, “كيف يمكن لأن يكون هذا الإله خيّراً
    إذا كان هو الذي خلق كل الشرور في جميع الأزمان؟”.
    البروفيسور يشيح بأذرعه حوله للدلالة على شمولية شرور العالم.
    البروفيسور : “كل الكره, الوحشية, كل الآلام, كل التعذيب, كل الموت و القبح و كل المعاناة خلقها هذا الإله موجودة في جميع أنحاء العالم, أليس كذلك, أيها الشاب؟”.
    الطالب المسلم : (لا إجابة).
    البروفيسور : “ألا تراها في كلّ مكان؟ هاه؟”.
    البروفيسور يتوقّف لبرهة : “هل تراها؟”.
    البروفيسور يحني رأسه في اتجاه وجه الطالب ثانيةً و يهمس.
    البروفيسور: “هل الله خيّر؟”.
    الطالب المسلم : (لا إجابة).
    البروفيسور: “هل تؤمن بالله, يا بني؟”.
    صوت الطالب يخونه و يتحشرج.
    الطالب المسلم : “نعم, يا بروفيسور. أنا أؤمن”.
    يهز الرجل العجوز رأسه بحزن نافياً.
    البروفيسور : “يقول العلم أن لديك خمس حواسّ تستعملها لتتعرف و تلاحظ العالم من حولك, أليس كذلك؟”.
    ربما يوجد فقرة هنا ناقصة, قد يكون البروفيسور سأل الطالب هل رأيت الله, لأن جواب الطالب المسلم كان “لا يا سيدي لم أره أبداً”.
    البروفيسور: “إذا أخبرنا إذا ما كنت قد سمعت إلهك؟”.
    الطالب المسلم : “لا يا سيدي, لم يحدث”.
    البروفيسور: “هل سبق و شعرت بإلهك, تذوقت إلهك أو شممت إلهك… فعلياً, هل لديك أيّ إدراك حسّي لإلهك من أي نوع ؟”.
    الطالب المسلم : (لا إجابة).
    البروفيسور : “أجبني من فضلك”.
    الطالب المسلم : “لا يا سيدي, يؤسفني انه لا يوجد لدي”.
    البروفيسور: “يؤسفك أنه لا يوجد لديك؟”.
    الطالب المسلم : “لا يا سيدي”.
    البروفيسور: “و لا زلت تؤمن به؟”.
    الطالب المسلم : “…نعم…”.
    البروفيسور : “هذا يحتاج لإخلاص!” البروفيسور يبتسم بحكمة لتلميذه.
    “طبقاً لقانون التجريب, الاختبار و بروتوكول علم ما يمكن إثباته يقول بأن إلهك غير موجود. ماذا تقول في ذلك, يا بني؟”.
    البروفيسور : “أين إلهك الآن؟”.
    الطالب المسلم لا يجيب.
    البروفيسور : “اجلس من فضلك”.
    يجلس المسلم … مهزوماً.
    مسلم أخر يرفع يده “بروفيسور, هل يمكنني أن أتحدث للفصل؟”.
    البروفيسور يستدير و يبتسم.
    البروفيسور: “أهـ, مسلم أخر في الطليعة! هيا, هيا أيها الشاب. تحدث ببعض الحكمة المناسبة إلى هذا الاجتماع”.
    يلقي المسلم نظرة حول الغرفة “لقد أثرت بعض النقاط الممتعة يا سيدي. و الآن لدي سؤال لك”.
    الطالب المسلم : “هل هناك شيء كالحرارة؟”.
    “نعم” البروفيسور يجيب : “هناك حرارة”.
    الطالب المسلم: “هل هناك شيء كالبرودة؟”.
    البروفيسور : “نعم, يا بني يوجد برودة أيضاً”.
    الطالب المسلم : “لا يا سيدي لا يوجد”.
    ابتسامة البروفيسور تجمدت. فجأة الغرفة أصبحت باردة جدا
    المسلم الثاني يكمل : “يمكنك الحصول على الكثير من الحرارة وحتى حرارة أكثر, حرارة عظيمة, حرارة ضخمة, حرارة درجة الانصهار, حرارة بسيطة أو لا حرارة و لكن ليس لدينا شيء يدعى ‘البرودة‘ يمكن أن نصل حتى 458 درجة تحت الصفر, و هي ليست ساخنة, لكننا لن نستطيع تخطي ذلك. لا يوجد شيء كالبرودة, و إلا لتمكنا من أن نصل لأبرد من 458 تحت الصفر، يا سيدي, البرودة هي فقط كلمة نستعملها لوصف حالة غياب الحرارة. نحن لا نستطيع قياس البرودة. أما الحرارة يمكننا قياسها بالوحدات الحرارية لأن الحرارة هي الطاقة. البرودة ليست عكس الحرارة يا سيدي, إن البرودة هي فقط حالة غياب الحرارة”.
    سكوت. دبوس يسقط في مكان ما من الفصل.
    الطالب المسلم : “هل يوجد شيء كالظلام, يا بروفيسور؟”.
    البروفيسور: “نعم…”.
    الطالب المسلم : “أنت مخطئ مرة أخرى، يا سيدي. الظلام ليس شيئا محسوساً, إنها حالة غياب شيء أخر. يمكنك الحصول على ضوء منخفض, ضوء عادي, الضوء المضيء, بريق الضوء ولكن إذا لا يوجد لديك ضوء مستمر فإنه لا يوجد لديك شيء وهذا يدعى الظلام, أليس كذلك؟ هذا هو المعنى الذي نستعمله لتعريف الكلمة. في الواقع , الظلام غير ذلك, و لو أنه صحيح لكان بإمكانك أن تجعل الظلام مظلما أكثر و أن تعطيني برطمان منه. هل تستطيع أن تعطيني برطمان من ظلام مظلم يابروفيسور؟”.
    مستحقراً نفسه, البروفيسور يبتسم للوقاحة الشابة أمامه.
    هذا بالفعل سيكون فصلا دراسيا جيداً.
    البروفيسور : “هل تمانع إخبارنا ما هي نقطتك, يا فتى؟”.
    الطالب المسلم : “نعم يا بروفيسور. نقطتي هي, إن افتراضك الفلسفي فاسد كبدايةً ولذلك يجب أن يكون استنتاجك خاطئ”.
    تسمّم البروفيسور.
    البروفيسور : “فاسد…؟ كيف تتجرأ…!”.
    الطالب المسلم : “سيدي, هل لي أن أشرح ماذا أقصد؟”.
    الفصل كله أذان صاغية.
    البروفيسور : “تشرح… أهـ, أشرح” البروفيسور يبذل مجهودا جدير بالإعجاب لكي يستمر تحكمه
    فجأة بتلطفه هو, يلوّح بيده للإسكات الفصل كي يستمر الطالب.
    الطالب المسلم : “أنت تعمل على افتراض المنطقية الثنائية”.
    المسلم يشرح : “ذلك على سبيل المثال أن هناك حياة و من ثم هناك ممات؛ إله خيّر وإله سيئ. أنت ترى أن مفهوم الله شيء ما محدود و محسوس, شيء يمكننا قياسه.
    سيدي, العلم لا يمكنه حتى شرح فكرة. إنه يستعمل الكهرباء و المغناطيسية ولكنها لم تُـر أبداً, ناهيك عن فهمهم التام لها. لرؤية الموت كحالة معاكسة للحياة هو جهل بحقيقة أن الموت لا يمكن أن يتواجد كشيء محسوس. الموت ليس العكس من الحياة, هو غيابه فحسب”.
    الفتى يرفع عاليا صحيفة أخذها من طاولة جاره الذي كان يقرأها.
    الطالب المسلم : “هذه أحد أكثر صحف الفضائح تقززا التي تستضيفها هذه البلاد, يا بروفيسور. هل هناك شيء كالفسق والفجور؟”.
    البروفيسور: “بالطبع يوجد, أنظر…” قاطعه الطالب المسلم
    الطالب المسلم : “خطأ مرة أخرى, يا سيدي. الفسق و الفجور هو غياب للمبادئ الأخلاقية فحسب. هل هناك شيء كالظُـلّم؟ لا. الظلّم هو غياب العدل. هل هناك شيء كالشرّ؟”.
    الطالب المسلم يتوقف لبرهة “أليس الشرّ هو غياب الخير؟”.
    اكتسى وجه البروفيسور باللون الأحمر. هو الآن غاضب جداً وغير قادر على التحدث .
    الطالب المسلم يستمر “إذاً يوجد شرور في العالم, يا بروفيسور, و جميعنا متفقون على أنه يوجد شرور, ثم أن الله, إذا كان موجوداً, فهو أنجز عملا من خلال توكيله للشرور. ما هو العمل الذي أنجزه الله؟ القرآن يخبرنا أنه ليرى إذا ما كان كل فرد منا وبكامل حريتنا الشخصية سوف نختار الخير أم الشرّ”.
    اُلّجم البروفيسور و قال : “كعالم فلسفي, لا أتصور هذه المسألة لها دخل في اختياري؛ كواقعي, أنا بالتأكيد لا أتعرف على مفهوم الله أو أي عامل لاهوتي آخر ككونه جزء من هذه المعادلة العالمية لأن الله غير مرئي و لا يمكن مشاهدته”.
    الطالب المسلم : “كان يمكن أن أفكر أن غياب قانون الله الأخلاقي في هذا العالم هو ربما أحد أكثر الظواهر ملاحظة”.
    الطالب المسلم : “الجرائد تجمع بلايين الدولارات من روايتها أسبوعيا! أخبرني يا بروفيسور. هل تدرسّ تلاميذك أنهم تطوروا من قرد؟”.
    البروفيسور : “إذا كنت تقصد العملية الارتقائية الطبيعية يا فتى, فنعم أنا أدرس ذلك”.
    الطالب المسلم :”هل سبق و أن رأيت هذا التطوّر بعينك الخاصة يا سيدي؟”.
    يعمل البروفيسور صوت رشف بأسنانه و يحدق بتلميذه تحديقا صامتا متحجراً.
    الطالب المسلم :”بورفيسور, بما أنه لم يسبق لأحد أن رأى عملية التطوّر هذه فعلياً من قبل و لا يمكن حتى إثبات أن هذه العملية تتم بشكل مستمر, ألست تدرسّ آرائك يا سيدي؟ إذا فأنت لست بعالم و إنما قسيساً؟”.
    البروفيسور : “سوف أتغاضى عن وقاحتك في ضوء مناقشتنا الفلسفية. الآن, هل انتهيت؟” البروفيسور يصدر فحيحاً.
    الطالب المسلم : “إذا أنت لا تقبل قانون الله الأخلاقي لعمل ما هو صحيح و في محله؟”.
    البروفيسور : “أنا أؤمن بالموجود – و هذا هو العلم!”.
    الطالب المسلم : “أها! العلم!” وجه الطالب ينقسم بابتسامة.
    الطالب المسلم : “سيدي, ذكرت بشكل صحيح أن العلم هو دراسة الظواهر المرئية , والعلم أيضاً فرضيات فاسدة”.
    البروفيسور :”العلم فاسد…؟” البروفيسور متضجراً.
    الفصل بدأ يصدر ضجيجاً, توقف التلميذ المسلم إلى أن هدأ الضجيج.
    الطالب المسلم: “لتكملة النقطة التي كنت أشرحها لباقي التلاميذ, هل يمكن لي أن أعطي مثالا لما أعنيه؟”.
    البروفيسور بقي صامتا بحكمة. المسلم يلقي نظرة حول الفصل.
    الطالب المسلم : “هل يوجد أحد من الموجدين بالفصل سبق له وأن رأى عقل البروفيسور؟”.
    اندلعت الضحكات بالفصل.
    التلميذ المسلم أشار إلى أستاذه العجوز المتهاوي.
    الطالب المسلم : “هل يوجد أحد هنا سبق له و أن سمع عقل البروفيسور, أحس بعقل البروفيسور, لمس أو شمّ عقل البروفيسور؟”.
    يبدو أنه لا يوجد أحد قد فعل ذلك.
    يهز التلميذ المسلم رأسه بحزن نافياً.
    الطالب المسلم : “يبدو أنه لا يوجد أحد هنا سبق له أن أحسّ بعقل البروفيسورإحساساً من أي نوع. حسناً, طبقاً لقانون التجريب, الاختبار و بروتوكول علم ما يمكن إثباته, فإنني أعلن أن هذا البروفيسور لا عقل له”
    الفصل تعمّه الفوضى.
    التلميذ المسلم يجلس… لأن هذا هو سبب وجود الكرسي)..

  12. يقول AMEERA:

    و هذا الحوار جرى بين الشيخ محمد الغزالي وأحد الملحدين ،، الحوار دوّنه الشيخ الغزالي في كتابه الجميل والمملوء بالحجج الدامغة ضد الملحدين المسمى( قذائف الحق)،، لم أنقل الحوار من الكتاب مباشرة بل نقلته من أحد المواقع والذي كان قد نقله بدوره من الكتاب ،، أترككم مع الحوار ..

    دار بينى وبين أحد الملاحدة جدال طويل، ملكت فيه نفسى وأطلت صبرى حتى ألقف آخر ما فى جعبته من إفك، وأدمغ بالحجة الساطعة ما يوردون من شبهات ..
    قال : إذا كان الله قد خلق العالم فمن خلق الله ؟
    قلت له : كأنك بهذا السؤال أو بهذا الاعتراض تؤكد أنه لا بد لكل شىء من خالق !!
    قال : لا تلقنى فى متاهات، أجب عن سؤالى .
    قلت له : لا لف ولا دوران، إنك ترى أن العالم ليس له خالق، أى أن وجوده من ذاته دون حاجة إلى موجد، فلماذا تقبل القول بأن هذا العالم موجود من ذاته أزلاً وتستغرب من أهل الدين أن يقولوا : إن الله الذى خلق العالم ليس لوجوده أول ؟
    إنها قضية واحدة، فلماذا تصدق نفسك حين تقررها وتكذب غيرك حين يقررها، وإذا كنت ترى أن إلهاً ليس له خالق خرافة، فعالم ليس له خالق خرافة كذلك، وفق المنطق الذى تسير عليه .. !!
    قال : إننا نعيش فى هذا العالم ونحس بوجوده فلا نستطيع أن ننكره !
    قلت له : ومن طالبك بإنكار وجود العالم ؟
    إننا عندما نركب عربة أو باخرة أو طائرة تنطلق بنا فى طريق رهيب، فتساؤلنا ليس فى وجود العربة، وإنما
    هو : هل تسير وحدها أم يسيرها قائد بصير !!
    ومن ثم فإننى أعود إلى سؤالك الأول لأقول لك : إنه مردود عليك، فأنا وأنت معترفان بوجود قائم، لا مجال لإنكاره، تزعم أنه لا أول له بالنسبة إلى المادة، وأرى أنه لا أول لها بالنسبة إلى خالقها .
    فإذا أردت أن تسخر من وجود لا أول له، فاسخر من نفسك قبل أن تسخر من المتدينين ..
    قال : تعنى أن الافتراض العقلى واحد بالنسبة إلى الفريقين ؟
    قلت : إننى أسترسل معك لأكشف الفراغ والادعاء الذين يعتمد عليهما الإلحاد وحسب، أما الافتراض العقلى فليس سواء بين المؤمنين والكافرين ..
    إننى ـ أنا وأنت ـ ننظر إلى قصر قائم، فأرى بعد نظرة خبيرة أن مهندساً أقامه، وترى أنت أن خشبة وحديدة وحجرة وطلاءة قد انتظمت فى مواضعها وتهيأت لساكنيها من تلقاء أنفسها ..
    الفارق بين نظرتينا إلى الأمور أننى وجدت قمراً صناعياً يدور فى الفضاء، فقلت أنت : ” انطلق وحده دونما إشراف أو توجيه ” وقلت أنا : بل أطلقه عقل مشرف مدبر ..
    إن الافتراض العقلى ليس سواء، إنه بالنسبة إلىّ الحق الذى لا محيص عنه، وبالنسبة إليك الباطل الذى لا شك فيه، وإن كل كفار عصرنا مهرة فى شتمنا نحن المؤمنين ورمينا بكل نقيصة فى الوقت الذى يصفون أنفسهم فيه بالذكاء والتقدم والعبقرية ..
    إننا نعيش فوق أرض مفروشة، وتحت سماء مبنية، ونملك عقلاً نستطيع به البحث والحكم، وبهذا العقل ننظر ونستنتج ونناقش ونعتقد .
    وبهذا العقل نرفض التقليد الغبى كما نرفض الدعاوى الفارغة، وإذا كان الناس يهزءون بالرجعيين عبيد الماضى ويتندرون بتحجرهم الفكرى، فلا عليهم أن يهزءوا كذلك بمن يميتون العقل باسم العقل، ويدوسون منطق العلم باسم العلم، وهم للأسف جمهرة الملاحدة .. !!
    لكننا نحن المسلمين نبنى إيماننا بالله على اليقظة العقلية والحركة الذهنية، ونستقرئ آيات الوجود الأعلى من جولان الفكر الإنسانى فى نواحى الكون كله .
    فى صفحة واحدة من سورة واحدة من سور القرآن الكريم وجدت تنويهاً بوظيفة العقل اتخذ ثلاث صور متتابعة فى سلم الصعود، هذه السورة هى سورة الزمر، وأول صورة تطالعك هى إعلاء شأن العلم والغض من أقدار الجاهلين : ” قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب ” .
    ثم تجىء الصورة الثانية لتبين أن المسلم ليس عبد فكرة ثابتة أو عادة حاكمة بل هو إنسان يزن ما يعرض عليه ويتخير الأوثق والأزكى ” فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب ” ( الزمر : 9 )
    ثم يطرد ذكر أولى الألباب للمرة الثالثة فى ذات السياق على أنهم أهل النظر فى ملكوت الله الذين يدرسون قصة الحياة فى مجاليها المختلفة لينتقلوا من المخلوق إلى الخالق ” ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الأرض ثم يخرج به زرعاً مختلفاً ألوانه ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يجعله حطاماً إن فى ذلك لذكرى لأولى الألباب ”
    ( الزمر : 21 )
    وظاهر من الصور الثلاث فى تلك الصفحة من الوحى الخاتم أن الإيمان لمبتوت الصلة بالتقليد الأعمى أو النظر القاصر أو الفكر البليد .
    إنه يلحظ إبداع الخالق فى الزروع والزهور والثمار، وكيف ينفلق الحمأ المسنون عن ألوان زاهية أو شاحبة توزعت على أوراق وأكمام حافلة بالروح والريحان، ثم كيف يحصد ذلك كله ليكون أكسية وأغذية للناس والحيوان، ثم كيف يعود الحطام والقمام مرة أخرى زرعاً جديد الجمال والمذاق تهتز به الحقول والحدائق، من صنع ذلك كله ؟
    قال صاحبى وكأنه سكران يهذى : الأرض صنعت ذلك !!
    قلت : الأرض أمرت السماء أن تهمى والشمس أن تشع وورق الشجر أن يختزن الكربون ويطرد الأوكسجين والحبوب أن تمتلئ بالدهن والسكر والعطر والنشا ؟؟
    قال : أقصد الطبيعة كلها فى الأرض والسماء !
    قلت : إن طبق الأرز فى غذائك أو عشائك تعاونت الأرض والسماء وما بينهما على صنع كل حبة فيه، فما دور كل عنصر فى هذا الخلق ؟ ومن المسئول عن جعل التفاح حلواً والفلفل حريفاً أهو تراب الأرض أم ماء
    السماء ؟
    قال : لا أعرف ولا قيمة لهذه المعرفة !!
    قلت : ألا تعرف أن ذلك يحتاج إلى عقل مدبر ومشيئة تصنف ؟
    فأين ترى العقل الذى أنشأ والإرادة التى نوعت فى أكوام السباخ أو فى حزم الأشعة ؟؟
    قال : إن العالم وجد وتطور على سنة النشوء والارتقاء ولا نعرف الأصل ولا التفاصيل !!
    قلت له : أشرح لكم ما تقولون ! تقولون : إنه كان فى قديم الزمان وسالف العصر والأوان مجموعة من العناصر العمياء، تضطرب فى أجواز الفضاء، ثم مع طول المدة وكثرة التلاقى سنحت فرصة فريدة لن تتكرر أبد الدهر، فنشأت الخلية الحية فى شكلها البدائى ثم شرعت تتكاثر وتنمو حتى بلغت ما نرى !! هذا هو الجهل الذى أسميتموه علماً ولم تستحوا من مكابرة الدنيا به !!
    أعمال حسابية معقدة تقولون : إنها حلت تلقائياً، وكائنات دقيقة وجليلة تزعمون أنها ظفرت بالحياة فى فرصة سنحت ولن تعود !! وذلك كله فراراً من الإيمان بالله الكبير !!
    قال وهو ساخط : أفلو كان هناك إله كما تقول كانت الدنيا تحفل بهذه المآسى والآلام، ونرى ثراء يمرح فيه الأغبياء وضيقاً يحتبس فيه الأذكياء، وأطفالاً يمرضون ويموتون، ومشوهين يحيون منغصين ..
    قلت : لقد صدق فيكم ظنى، إن إلحادكم يرجع إلى مشكلات نفسية واجتماعية أكثر مما يعود إلى قضايا عقلية مهمة !!
    ويوجد منذ عهد بعيد من يؤمنون ويكفرون وفق ما يصيبهم من عسر ويسر ” ومن الناس من يعبد الله على حرف، فإن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ” ( الحج : 11 )
    قال : لسنا أنانيين كما تصف نغضب لأنفسنا أو نرضى لأنفسنا، إننا نستعرض أحوال البشر كافة ثم نصدر حكمنا الذى ترفضه ..
    قلت : آفتكم أنكم لا تعرفون طبيعة هذه الحياة الدنيا ووظيفة البشر فيها، إنها معبر مؤقت إلى مستقر دائم، ولكى يجوز الإنسان هذا المعبر إلى إحدى خاتمتيه لا بد أن يبتلى بما يصقل معدنه ويهذب طباعه، وهذا الابتلاء فنون شتى، وعندما ينجح المؤمنون فى التغلب على العقبات التى ملأت طريقهم وتبقى صلتهم بالله واضحة مهما ترادفت البأساء والضراء فإنهم يعودون إلى الله بعد تلك الرحلة الشاقة ليقول لهم : ” يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون ” ( الزخرف : 68 )
    قال : وما ضرورة هذا الابتلاء ؟
    قلت : إن المرء يسهر الليالى فى تحصيل العلم، ويتصبب جبينه عرقاً ليحصل على الراحة، وما يسند منصب كبير إلا لمن تمرس بالتجارب وتعرض للمتاعب، فإن كان ذلك هو القانون السائد فى الحياة القصيرة التى نحياها على ظهر الأرض فأى غرابة أن يكون ذلك هو الجهاد الصحيح للخلود المرتقب ؟
    قال ـ مستهزئاً ـ : أهذه فلسفتكم فى تسويغ المآسى التى تخالط حياة الخلق وتصبير الجماهير عليها ؟
    قلت : سأعلمك ـ بتفصيل أوضح ـ حقيقة ما تشكو من شرور، إن هذه الآلام قسمان : قسم من قدر الله فى هذه الدنيا، لا تقوم الحياة إلا به، ولا تنضج رسالة الإنسان إلا فى حره، فالأمر كما يقول الأستاذ العقاد : ” تكافل بين أجزاء الوجود، فلا معنى للشجاعة بغير الخطر، ولا معنى للكرم بغير الحاجة، ولا معنى للصبر بغير الشدة، ولا معنى لفضيلة من الفضائل بغير نقيصة تقابلها وترجح عليها ..
    ” وقد يطرد هذا القول فى لذاتنا المحسوسة كما يطرد فى فضائلنا النفسية ومطالبنا العقلية، إذ نحن لا نعرف لذة الشبع بغير ألم الجوع، ولا نستمتع بالرى ما لم نشعر قبله بلهفة الظمأ، ولا يطيب لنا منظر جميل ما لم يكن من طبيعتنا أن يسوءنا المنظر القبيح .. ”
    وهذا التفسير لطبيعة الحياة العامة ينضم إليه أن الله جل شأنه يختبر كل امرئ بما يناسب جبلته، ويوائم نفسه وبيئته، وما أبعد الفروق بين إنسان وإنسان، وقد يصرخ إنسان بما لا يكترث به آخر ولله فى خلقه شئون، والمهم أن أحداث الحياة الخاصة والعامة محكومة بإطار شامل من العدالة الإلهية التى لا ريب فيها .
    إلا أن هذه العدالة كما يقول الأستاذ العقاد : ” لا تحيط بها النظرة الواحدة إلى حالة واحدة، ولا مناص من التعميم والإحاطة بحالات كثيرة قبل استيعاب وجوه العدل فى تصريف الإرادة الإلهية . إن البقعة السوداء قد تكون فى الصورة كلها لوناً من ألوانها التى لا غنى عنها، أو التى تضيف إلى جمال الصورة ولا يتحقق لها جمال بغيرها، ونحن فى حياتنا القريبة قد نبكى لحادث يعجبنا ثم نعود فنضحك أو نغتبط بما كسبناه منه بعد فواته ” .
    تلك هى النظرة الصحيحة إلى المتاعب غير الإرادية التى يتعرض لها الخلق .
    أما القسم الثانى من الشرور التى تشكو منها يا صاحبى فمحوره خطؤك أنت وأشباهك من المنحرفين .
    قال مستنكراً : أنا وأشباهى لا علاقة لنا بما يسود العالم من فوضى ؟ فكيف تتهمنا ؟
    قلت : بل أنتم مسئولون، فإن الله وضع للعالم نظاماً جيداً يكفل له سعادته، ويجعل قويه عوناً لضعيفه وغنيه براً بفقيره، وحذر من اتباع الأهواء واقتراف المظالم واعتداء الحدود .
    ووعد على ذلك خير الدنيا والآخرة ” من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن لنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ” .
    فإذا جاء الناس فقطعوا ما أمر الله به أن يوصل، وتعاونوا على العدوان بدل أن يتعاونوا على التقوى فكيف يشكون ربهم إذا حصدوا المر من آثامهم ؟
    إن أغلب ما أحدق بالعالم من شرور يرجع إلى شروده عن الصراط المستقيم، وفى هذا يقول الله جل شأنه : ” وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ” ( الشورى : 20 )
    إن الصديق رضى الله عنه جرد جيشاً لقتال مانعى الزكاة، وبهذا المسلك الراشد أقر الحقوق وكبح الأثرة ونفذ الإسلام، فإذا تولى غيره فلم يتأس به فى صنيعه كان الواجب على النقاد أن يلوموا الأقدار التى ملأت الحياة
    بالبؤس ؟!
    قال : ماذا تعنى ؟
    قلت : أعنى أن شرائع الله كافية لإراحة الجماهير، ولكنكم بدل أن تلوموا من عطلها تجرأتم على الله واتهمتم دينه وفعله !!
    ومن خسة بعض الناس أن يلعن السماء إذا فسدت الأرض، وبدلاً من أن يقوم بواجبه فى تغيير الفوضى وإقامة الحق يثرثر بكلام طويل عن الدين ورب الدين .. !!
    إنكم معشر الماديين مرضى تحتاج ضمائركم وأفكاركم إلى علاج بعد علاج ..
    وعدت إلى نفسى بعد هذا الحوار الجاد أسألها : إن الأمراض توشك أن تتحول إلى وباء، فهل لدينا من يأسو الجراح ويشفى السقام أم أن الأزمة فى الدعاة المسلمين ستظل خانقة ؟

  13. يقول زهورالأمل:

    الأخ صديقك المجنون
    بصراحة صار عندي فضول إني أبحث في الموضوع.

    ليست محاولة للتشكيك في البخاري ومسلم ولا العلماء الأوائل .. ولكنها دفاع عن رسول الله

    زواج النبي من عائشة وهي بنت 9 سنين .. أكذوبة!
    السيرة والتواريخ الزمنية الواردة في أمهات الكتب ترد على أحاديث البخارى وتؤكد أن ابنة أبي بكر تزوجت النبى وهي في الثامنة عشرة من عمرها.

    حساب عمر (عائشة) بالنسبة لوفاة أختها (أسماء – ذات النطاقين): تؤكد المصادر التاريخية السابقة بلا خلاف بينها أن (أسماء) توفيت بعد حادثة شهيرة مؤرخة ومثبتة،وهي مقتل ابنها (عبد الله بن الزبير) على يد (الحجاج) الطاغية الشهير،وذلك عام (73هـ)،وكانت تبلغ من العمر (100) سنة كاملة،فلو قمنا بعملية طرح لعمر ( أسماء) من عام وفاتها (73هـ)،وهي تبلغ (100) سنة فيكون ( 100 – 73 = 27 سنة) وهو عمرها وقت الهجرة النبوية،وذلك ما يتطابق كليا مع عمرها المذكور في المصادر التاريخية،فإذا طرحنا من عمرها (10) سنوات – وهي السنوات التي تكبر فيها أختها (عائشة) – يصبح عمر (عائشة) (27 – 10 = 17سنة) وهو عمر (عائشة) حين الهجرة،ولو بنى بها – دخل بها – النبي في نهاية العام الأول يكون عمرها آنذاك (17 + 1 = 18 سنة) وهو ما يؤكد الحساب الصحيح لعمر السيدة (عائشة) عند الزواج من النبي،وما يعضد ذلك أيضا أن (الطبري) يجزم بيقين في كتابه (تاريخ الأمم) أن كل أولاد (أبى بكر) قد ولدوا في الجاهلية،وذلك ما يتفق مع الخط الزمني الصحيح،ويكشف ضعف رواية البخارى،لأن (عائشة) بالفعل قد ولدت في العام الرابع قبل بدء البعثة النبوية.

    3 – حساب عمر (عائشة) مقارنة (بفاطمة الزهراء) بنت النبى: يذكر (ابن حجر) فى (الإصابة) أن (فاطمة) ولدت عام بناء الكعبة،والنبي ابن (35) سنة،وأنها أسن – أكبر – من عائشة بـ (5) سنوات،وعلى هذه الرواية التي أوردها (ابن حجر) مع أنها رواية ليست قوية،ولكن على فرض قوتها نجد أن (ابن حجر) وهو شارح (البخارى)،يكذب رواية (البخارى) ضمنيا،لأنه إن كانت (فاطمة) ولدت والنبي في عمر (35) سنة،فهذا يعني أن (عائشة) ولدت والنبي يبلغ (40) سنة،وهو بدء نزول الوحى عليه،ما يعني أن عمر (عائشة) عند الهجرة كان يساوي عدد سنوات الدعوة الإسلامية في مكة وهي (13) سنة،وليس (9) سنوات،وقد أوردت هذه الرواية فقط لبيان الاضطراب الشديد في رواية البخاري.

    نقد الرواية من كتب الحديث والسيرة:

    1 – ذكر (ابن كثير) في (البداية والنهاية) عن الذين سبقوا بإسلامهم: «ومن النساء … أسماء بنت أبى بكر وعائشة وهي صغيرة فكان إسلام هؤلاء في ثلاث سنين ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدعو في خفية،ثم أمر الله عز وجل رسوله بإظهار الدعوة»،وبالطبع هذه الرواية تدل على أن (عائشة) قد أسلمت قبل أن يعلن الرسول الدعوة في عام (4) من بدء البعثة النبوية،يما يوازى عام (614م)،ومعنى ذلك أنها آمنت على الأقل في عام (3) أي عام (613م)،فلو أن (عائشة) على حسب رواية (البخاري) ولدت في عام (4) من بدء الوحى،معنى ذلك أنها لم تكن على ظهر الأرض عند جهر النبى بالدعوة في عام (4) من بدء الدعوة،أو أنها كانت رضيعة،وهذا ما يناقض كل الأدلة الواردة،ولكن الحساب السليم لعمرها يؤكد أنها ولدت في عام (4) قبل بدء الوحي أي عام (606م)،ما يستتبع أن عمرها عند الجهر بالدعوة عام (614م)،يساوى (8) سنوات وهو ما يتفق مع الخط الزمني الصحيح للأحداث،وينقض رواية البخاري.

    2 – أخرج البخاري نفسه (باب – جوار أبي بكر في عهد النبي) أن (عائشة) قالت: «لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله طرفي النهار بكرة وعشية،فلما ابتلى المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا قِبَلَ الحبشة» ولا أدري كيف أخرج البخاري هذا،فـ (عائشة) تقول إنها لم تعقل أبويها إلا وهما يدينان الدين،وذلك قبل هجرة الحبشة كما ذكَرَت،وتقول إن النبي كان يأتي بيتهم كل يوم،وهو ما يبين أنها كانت عاقلة لهذه الزيارات،والمؤكد أن هجرة الحبشة،إجماعا بين كتب التاريخ كانت في عام (5) من بدء البعثة النبوية ما يوازي عام (615م)،فلو صدقنا رواية البخارى أن عائشة ولدت عام (4) من بدء الدعوة عام (614م)،فهذا يعني أنها كانت رضيعة عند هجرة الحبشة،فكيف يتفق ذلك مع جملة (لم أعقل أبوي) وكلمة أعقل لا تحتاج توضيحا،ولكن بالحساب الزمني الصحيح تكون (عائشة) في هذا الوقت تبلغ (4 قبل بدء الدعوة + 5 قبل هجرة الحبشة = 9 سنوات) وهو العمر الحقيقى لها آنذاك.

    3 – أخرج الإمام (أحمد) في (مسند عائشة): «لما هلكت خديجة جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون فقالت: يا رسول الله ألا تتزوج،قال: من؟ قالت: إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا. قال: فمن البكر. قالت: أحب خلق الله إليك عائشة ابنة أبي بكر» وهنا يتبين أن (خولة بنت حكيم) عرضت البكر والثيب – المتزوجة سابقا – على النبي فهل كانت تعرضهن على سبيل جاهزيتهن للزواج،أم على أن إحداهما طفلة يجب أن ينتظر النبي بلوغها النكاح،المؤكد من سياق الحديث أنها تعرضهن للزواج الحالي بدليل قولها (إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا) ولذلك لا يعقل أن تكون عائشة في ذاك الوقت طفلة في السادسة من عمرها،وتعرضها (خولة) للزواج بقولها (بكرا).

    4 – أخرج الإمام (أحمد) أيضا عن (خولة بنت حكيم) حديثا طويلاً عن خطبة عائشة للرسول،ولكن المهم فيه ما يلي: «قالت أم رومان: إن مطعم بن عدي قد ذكرها على ابنه،ووالله ما وعد أبو بكر وعدا قط فاخلفه … لعلك مصبى صاحبنا» والمعنى ببساطة أن (المطعم بن عدي) وكان كافرا قد خطب (عائشة) لابنه (جبير بن مطعم) قبل النبي الكريم،وكان (أبو بكر) يريد ألا يخلف وعده،فذهب إليه فوجده يقول له لعلِّي إذا زوجت ابني من (عائشة) يُصبى أي (يؤمن بدينك)،وهنا نتوقف مع نتائج مهمة جدا وهى: لا يمكن أن تكون (عائشة) مخطوبة قبل سن (6) سنوات لشاب كبير- لأنه حارب المسلمين في بدر وأحد – يريد أن يتزوج مثل (جبير)،كما أنه من المستحيل أن يخطب (أبو بكر) ابنته لأحد المشركين وهم يؤذون المسلمين في مكة،مما يدل على أن هذا كان وعدا بالخطبة،وذلك قبل بدء البعثة النبوية حيث كان الاثنان في سن صغيرة،وهو ما يؤكد أن (عائشة) ولدت قبل بدء البعثة النبوية يقينا.

    5 – أخرج البخارى في (باب – قوله: بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر) عن (عائشة) قالت: «لقد أنزل على محمد “بمكة”،وإنى جارية ألعب [بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ]» والمعلوم بلا خلاف أن سورة (القمر) نزلت بعد أربع سنوات من بدء الوحي بما يوازي (614م)،فلو صدقنا رواية البخارى تكون (عائشة) إما أنها لم تولد أو أنها رضيعة حديثة الولادة عند نزول السورة،ولكن (عائشة) تقول (كنت جارية ألعب) أي أنها طفلة تلعب،فكيف تكون لم تولد بعد؟ ولكن الحساب المتوافق مع الأحداث يؤكد أن عمرها عام (4) من بدء الوحي،عند نزول السورة كان (8) سنوات،كما بينا مرارا وهو ما يتفق مع كلمة (جارية ألعب).

    6 – أخرج البخارى (باب – لا ينكح الأب وغيره البكر والثيب إلا برضاها) قال رسول الله: «لا تنكح البكر حتى تستأذن،قالوا يا رسول الله وكيف إذنها؟ قال: أن تسكت» فكيف يقول الرسول الكريم هذا ويفعل عكسه،فالحديث الذي أورده البخاري عن سن أم المؤمنين عند زواجها ينسب إليها أنها قالت كنت ألعب بالبنات – بالعرائس – ولم يسألها أحد عن إذنها في الزواج من النبي،وكيف يسألها وهي طفلة صغيرة جداً لا تعي معنى الزواج،وحتى موافقتها في هذه السن لا تنتج أثرا شرعيا لأنها موافقة من غير مكلف ولا بالغ ولا عاقل.

    هذا ما وجدته(والله أعلم)
    طبعاً زمنهم كان غير عن زمنا وكل شيء لحكمته.

    آسفه على الإطالة
    ((عماد))
    إعذرنا خرجنا من موضوع كمبوش شوي،بس علشان صديقك المجنون

  14. يقول صديقك المجنون:

    أختي زهور…. وانا اقرأ كلامك الي كله قص ولزق عرفت ان الكاتب هو اسلام بحيري حتى قبل ماشوف الرابط..

    اننتي شكلك فتحتي اول رابط طلع لك في جوجل عن سيرة السيدة عائشة. ولو كان زين لو شفتي التعليقات الي تحت قبل ماتعبي نفسك وتكتبي هنا,,

    المهم
    اختي
    هذا الكاتب مايعتد فيه وهو باحث فقط واكثر من شيخ واكثر من عالم رد عليه

    وهذا رابط
    http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=4634

    فقط نصيحة اختي زهور
    لا تشوفي فقط موقع واحد اذا بغيتي تبحثي عن شي وشوفي كل الردود اذا كان في نفس المقال

    تشكرين على الجهد الي تبذلينه للاستفادة 🙂

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *