كمبوش مديونكمبوش مديون

بدأ كمبوش حياته المهنية وذلك بعد إتمامه الدراسة الثانوية، إستطاع كمبوش الحصول على وظيفة في شركة خاصة براتب لا يزيد عن 200 ريال عماني، يعتبر هذا الراتب كبير بالنسبة لخريج ثانوية عامة آنذاك. وبعد إتمامه عام في عمله .. دار بيننا هذا الحديث:

كمبوش: السلام عليك عماد وين أنته من زمان ما شفناك.
أنا: وعليك السلام كمبوش، أنا هنا والله موجود بالدنيا بس تعرف المشاغل.
كمبوش: عماد ياخي أنا ما عمري سافرت.
أنا: يعني انا إللي لفّيت العالم!! حتى انا ما عمري سافرت حدّي الإمارات.
كمبوش: ايش رأيك نسافر؟
أنا: وين نروح يعني، وبعدين السفر يبيله فلوس وانا بصراحه ما عندي
كمبوش: صديقي.. البنك مستعد يعطيك.
أنا: أرجوك كمبوش لا تقولي عن البنك، أكره الدين من البنك، وقالولي انه مثل الإدمان إذا بدأت فيه ما ينتهي.
كمبوش: إنزين انا بتسلّف من البنك وانت ادفعلي أنا.
أنا: ياخي انت طيب، بس اسمحلي ما أقدر.
كمبوش: برايك .. أنته ما منك فايده أروح أدور أحد غيرك.
أنا: أفااااا … كذا عاد كمبوش… تتخلى عني.
كمبوش: انا ما تخليت عنك، إنت ما تريد تجي معي.
أنا: إعذرني كمبوش والله غصب عني.
كمبوش: خلاص مو مشكلة بشوف أحد غير.
أنا: على راحتك.

إنتهى هذا الحوار وإنصرف كمبوش، وبعد مضيّ أكثر من شهر إلتقينا مرة أخرى.

أنا: مرحبا كمبوش
كمبوش: أهلين عماد كيفك.
أنا: أنا بخير الحمد لله، إنت كيفك؟؟ ووينك من زمان ما شفناك ولا حتى اتصال!
كمبوش: ياخي انا سافرت ماليزيا وشفت الدنيا وكيف الناس عايشين.
أنا: اهاااااا، إذاً اكيد سويتها وتسلّفت.
كمبوش: أيوه تسلفت ،، خذيت 3000 ريال عماني من البنك.
أنا: حشا!! ليش 3000 .. ما كأنه واجد على السفر؟
كمبوش: لا والله بالعكس الحين ما باقي منهم شي.. لأني سكنت في فندق 5 نجوم واتمشى هناك بليموزين.
أنا: وكم جلست هناك؟
كمبوش: 9 أيام.
أنا: 9 أيام وصرفت 3000 ريال!
كمبوش: صدقني ما كثير على العيشه اللي عشتها هناك.
أنا: يالله.. الحمد لله انك رجعتلنا بالسلامه،، يالله إحكيلي عن السفر..

ظل كمبوش يسرد لي القصص الممتعه التي حدثت معه في السفر وكيف أنه إستمتع في تلك الدوله.

بعد فتره من الزمن حصل كمبوش على وظيفة في شركة عالمية براتب يتجاوز الـ 700 ريال عماني شهرياً، وهذه تعتبر قفزه كبيرة في حياة كمبوش، فقد إرتفع دخله الشهري بما يزيد عن 500 ريال عماني، وحسب معرفتي بـ كمبوش فإن هذا الإرتفاع سيودي به إلى طريق صعب ووعر، وذلك بسبب عدم تخطيطه للمستقبل.

بعد إتمامه فترة الإختبار وهي ثلاثة أشهر، إلتقيت بكمبوش لأعرف خططه وهنا قد فاجأني بطموحاته.

كمبوش: عماد ما باركتلي.
أنا: مبروك كمبوش بس على ايش؟
كمبوش: طلّعت فيزا.
أنا: فيزا حال وين؟
كمبوش: وش حال وين!! أنا طلّعت فيزا من البنك.
أنا: الحين التأشيرات صارت تطلع من البنك! أول مره أسمع!
كمبوش: عماد لا تخبصني .. أنا ما أقصد التأشيره مال السفر.. أنا أقصد بطاقة الفيزا اللي يكون فيها رصيد مثل القرض.. والبنك ما قصروا عطوني 3000 ريال فيها.
أنا: يعني قرض بدون فوائد؟
كمبوش: لأ طبعاً في فوائد إذا اخذت منها مبلغ وما رجعته قبل 40 يوم راح يحسبوا علي فوائد.
أنا: يالله .. زين بس ما أشوف منها فايده.
كمبوش: وش دراك أنته… أنته بعدك مال الدفع بالكاش .. أبوي الزمان تغيّر.
أنا: زين كمبوش خلني أنا مثل ما أنا مرتاح.
كمبوش: انزين أنا أريد أخذ شورك في شي…
أنا: تفضل.
كمبوش: أريد آخذ سياره بس ما أعرف أيش من سيارات.
أنا: كمبوش أنته توّك مشتغل وعليك دين من قبل 3000 ريال والله يعلم وش راح سوي بالـ 2000 اللي في الفيزا بعد، يعني ما مداك حتى تجمّع مبلغ للسيارة.
كمبوش: ما عليك أنته من هالامور كلها .. أنت قولي أي سياره؟
أنا: كمبوش .. انا ما أقول لأني اعرفك بتقول ما قد المقام ومال الفقرا.
كمبوش: تعرف شي… أيوه صح اسكت أنا بفاجئك.
أنا: عيل الله يستر.

عرفت حينها أنه سيقوم بشراء سيارة فارهه بدين جديد، ولكنني لم أستطع منعه من ذلك مع محاولاتي المستمره معه، فقد كان يقترح بعض أنواع السيارات وكان ردي عليه لا يتغير في كل مره “غالية”، وبكل تأكيد كان يتجاهل ردي إلى أن جائني في يوم بسيارته الجديدة.

أنا: مبروووووك كمبوش… السياره واجد حلوه بس شكلها غاليه.
كمبوش: هيه نعم غاليه بس تعرف عاد لزوم الشغل.
أنا: قول لزوم المظاهر.
كمبوش: عماد أنا مار عليك علشان أعزمك فلا تجلس تلومني عن أهوّن.
أنا: لا خلاص خلاص كله ولا تهوّن، بس عندي سؤالين لو تسمحلي.
كمبوش: تفضل.
أنا: بكم السياره؟ وكيف دفعت قيمتها؟
كمبوش: لو إني ما أريد اجاوب لكن بجاوب عادي.. قيمتها 20,000 ريال عماني عطيتهم دفعه مقدمه 2000 ريال والباقي اقساط.
أنا: اللي أعرفه إن ما عندك دفعه مقدمه من وين جبت؟
كمبوش: خذيتهم من الفيزا.

واستمر الحديث أثناء تناولنا وجبة العشاء والذي قام كمبوش بدفع قيمتها ببطاقة ائتمانية أخرى غير الذي استخرجها مسبقاً، وفي تلك الأثناء دارت في ذهني بعض العمليات الحسابية التي وجدت صعوبه في حلها، قام كمبوش بإستدانة مبلغ 3000 ريال عماني لغرض السفر، بعدها إستخرج بطاقة إئتمانية بمبلغ إجمالي قدرة 2000 ريال عماني، كما أن عليه أن يدفع 18000 ريال عماني للسيارة، أضف إلى كل ما ذكرت “الفوائد”، ليس هذا فحسب، بل أن كمبوش إستخرج بطاقة ائتمانية جديدة من بنك آخر، إذاً كم يتبقى من راتبه الشهري؟ فعلاً عملية حسابية تستدعي كتابتها على ورقه وجلب آلة حاسبة لحلها. كمبوش في هذه القصه لم يخطط لمستقبلة، لم يفكر أن هناك أمور أخرى يجب عليه فعلها مثل الزواج وبناء منزل خاص به ومصاريف مستقبليه أخرى، كل هذا وليس لديه شهادة جامعية، فكيف سيستطيع كمبوش المضيّ قدماً في حياته؟

الحقوق محفوظة لموقع eOman.me

13 thoughts on “كمبوش مديون”

  1. يقول awrad:

    يمكن بيحصل على وظيفه اخرى براتب اكثر مثل وظيفه فالصرف الصحي ترى الدنيا حظوظ

    ما دايم تكون النهايه مأساويه

    1. يقول admin:

      ويمكن الشركه اللي هو فيها حاليا تسرّح الموظفين لأي سبب كان ويظل هو بدون وظيفه !

      كل شئ جايز … لكن اللي ما يحط الخطه “ب” لحياتة راح يواجه مشاكل صعب حلها.

  2. يقول awrad:

    زين معلم انت مدرسه تمشي على الارض

  3. يقول admin:

    أشكرك بعنف وشدّه:)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *