الله يرحمهمالله يرحمهم

لعلنا سمعنا كثيراً عن أناس قد وافتهم المنيّه بحالات تمنينا ان نكون في مثلها، مثل الذي توفى وهو يصلي  أو يقرأ القرآن، ما أفضلها من وفاه وما أروعها من نهاية.

توفي عمي عام 1996م في حادث سير وهو يسمع القرآن في السيارة، ولكن لصغر سني -آن ذاك- لم  أدرك كم هي عظمة هذا الموقع، وقبل أسبوعين تقريباً توفت جارتنا كان ذلك يوم الجمعة، بدون دخول في تفاصيل المرض قبل الوفاة أود أن أحدثكم قليلاً عنها.

منذ أن انتقلنا في منزلنا الحالي وانا في العاشرة من عمري، لا أذكر انني رأيتها يوماً رغم أنني كنت أذهب إلى بيتهم بشكل يومي تقريباً، ولكن بحكم الجيره فأخبارها تتردد على مسمعي حين تزوجت من زوجها الديّن التقي والمحبوب بين الناس، وحين انجبت طفلها الأول، كنت أسمع بين الحين والآخر عن كثرة صلاتها وأن في كل أوقات فراغها تقضيها في الصلاة وقرآءة القرآن. في أيامها الأخيرة أثناء معاناتها للمرض كانت تخبر أخيها أن شخص يرتدي ثوباً ابيض يجلس بجنبها، ولكن أخيها لم يعطي اهتماماً لذلك، فأثناء المرض قد يتوهم البعض أشياء لا وجود لها، وبعدها ببضعة أيام إنتقلت جارتنا إلى رحمة الله.

في  رأيكم من كان صاحب الثوب الأبيض؟؟ هل هو عملها؟؟ أم ملك الموت الذي يأتي بصورة أعمالك؟؟

في فترة من الفترات أعتقد أنه لا يوجد في هذا الزمن أناس اتقياء يحبون الله أكثر من أي شئ في الدنيا، ولكن هذه الحادثة غيرت المفاهيم وقلبت الموازين، فـ جارتنا ليست مِن مَن يظهرون على التلفاز ويلقون المحاضرات والندوات، بل كانت إنسانة عادية جداً ولكن ما يميزها حسن سيرتها وحبها لله، ومما لا شك فيه ان زوجها يحذوا حذوفها ما إذا لم يكن العكس، فهو إنسان تقي ويحب الله منذ ان عرفته.

أسأل الله حسن الخاتمة وأن يعنّا على حسن عبادته ويبعد عنا الشيطان.

25 thoughts on “الله يرحمهم”

  1. يقول قمرية الوادي:

    قلتها يا أخي ما يميزها حسن سريرتها وحبها لله
    لعلك تعلم قصة ذاك الصحابي الذي قال عنه حبيبي صلوات ربي وسلامه عليه أنه من أصحاب الجنة وماكان ذاك بشيء إلا أنه ينام الليل وليس في قلبه إلا صفاء سريرة

    ذاك صاحب الثوب الأبيض غنه طمأنينة من الله لقلوب عباده الأوفياء الخالصين بحبه
    حقا ما أسعد خاتمتها
    كثير ما نظرت للموت بالعبر التي يحملها
    كثيرون هم الذي يمرون على الناس بلا وجاهة ولا منصب ولا غير ذاك لكن نقاء قلوبهم يعطيك انطباعا لا تنساه
    جعلنا الله منهم وأخلص خاتمتنا

    1. يقول admin:

      أختي قمرية الوادي،

      نعم يا أختي مثل ما تفضلتي “كثيرون هم الذي يمرون على الناس بلا وجاهة ولا منصب ولا غير ذاك لكن نقاء قلوبهم يعطيك انطباعا لا تنساه”

      أشكرك على متابعتك للموقع والكتابات فيه.

      تحياتي لك

  2. يقول خنجرة:

    ربى يرحمها ويتغمد روحها الجنة …انا عشت مع شخصية مثلها واذكر اليوم اللى توفت فيه امتد العزاء الى ايام كثيرة وكانه العزاء ما راح يتوقف ..وكنت اتسال الشخصيات الطيبة تموت بسرعة سبحان الله ؟؟

    1. يقول admin:

      فعلاً الشخصيات الطيبه واللي فعلاً نحبهم يروحو عنّا بسرعه

  3. يقول أم حمير:

    إنا لله وإنا إليه لراجعون
    اللهم نسألك حسن الخاتمه
    أخي عماد بارك الله فيك ومثل هذه القصص للتذكير والعبره ولكن لا حياة لمن تنادي فهناك من يقرأ ويستمع ويرى لكن أي ذاك الضمير الحي

    1. يقول admin:

      أشكرك على ردك أم حمير
      أسأل الله حسن الخاتمة

  4. يقول s@ecae:

    الله يرحمهم ويرحمنا ويغفر لهم ويغفر لنا إن شاء الله
    نسأل الله حسن الخاتمة
    طرحك فعلا مميز أخي الكريم فيه العبرة من الشي الكثير

    1. يقول admin:

      أشكرك أخي على ردك..

      والجميل قرائتك للموضوع.. تحياتي لك

اترك رداً على admin إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *